عندي رغبة
دائمة بالبكاء. الدمع عندي دائم الجاهزية واقفٌ في أعلى الأحداق والعالم غبارٌ
عنيد يداهنه من بعيد، لا هو بالقرب الكافي لأبكي ولا ببعدٍ يسمح بالتراجع.
عندي رغبة
شديدة بالبكاء، أريدُ أن أبكي كُلي، أن أنهمر حتى آخر خليّة في جسدي، أن أشعر بثقب
صدري المليء بالماء يحول فراغًا أسودًا حتى أفهم ما أنا به فاعلة.
Artwork by: Mahmoud Soliman
كيف يمكن
للإنسان أن يتحدث عن الألم؟ أن يقف أمام صفٍّ من الكلمات ويختار الأكثر تقرّحًا،
تلك التي تدميه ببراعة أكبر حينما يمرّ من فوقها؟ أو تمرّ هي من فوقه... هل تعرف
شعور أن تعبر الكلمات من فوقك؟ أن تدوس عليك؟ أنا أعرف.
المهم...
أتساءل
كثيرًا في الفترة الأخيرة؛ من يملك صلاحية الخوض في الأحقيّات؟ وهل يحق لي أن أشعر
بالسخطِ حيال شخصٍ ما على الرغم من كونه جاهل؟ أيحق لي أن أوّجه فوّهة الاتهامات
كلها نحو تصرّف أعي بكل خليّة في عقلي سببه؟ أيحق لي ألا أتفهّم السبب فقط لأنّي
لا أريد؟
يا ربّ
المتعبين.
I don't want her to die.
I'm trying so hard to fight that thought, to think positive, to endure all the lies I was telling my self... but It feels like she's in a battle field all alone and I'm standing outside the lines watching. She's fighting in hopes to postpone the glass-clear ending... Death.
I'm trying so hard to fight that thought, to think positive, to endure all the lies I was telling my self... but It feels like she's in a battle field all alone and I'm standing outside the lines watching. She's fighting in hopes to postpone the glass-clear ending... Death.
I feel lonely tonight.
There's an itch inside, a terrible itch, that's beating me up. I feel lonely and sad yet I'm secure.
Is that possible?
There's an itch inside, a terrible itch, that's beating me up. I feel lonely and sad yet I'm secure.
Is that possible?
أشعرُ
بالخواء.
الانشغال بالون
كبير، قد نخلقه بلونٍ يشيح البصر ونملأه بالماء كي لا يفرّ هاربًا. لكنّ للبالون
سعة محدودة رغم وهم التمدّد، وتاريخ انتهاء صلاحية رغم حبّ الأبديّة ومصير بالفراغ.
كل الأشياء
تؤول لمنتهى. حتى البالون المليء بالماء، تتفتق جوانبه ليؤول شأوه... وأنا أداهن من
بعده الغرق.
أحب حيفا. أقراص دائمة من الدواء ودروس في الوحدة.
هل جربت مرّة الجلوس وحدك في مقهى؟ خطيئتي المقدسة في الفترة الأخيرة. خطوات
الشرك الأولى بإله الوحدة الأعظم، القشّة اللعينة التي لم يستطع بكل جبروته أن
يقاومها، فاعتلته وعلته ثم كسرت ظهره.
عالمٌ متداخل من الناس يولد في كل لحظة على بُعد خطوةٍ
من الطاولة. عالمٌ كامل من الناس يصطدم بأضلعي غبارًا، لا أعرف كيف يصير الناس
غبارًا وكيف يكون للغبار الاف الأقدام الصغيرة تدق العظام مع كل خطوة، ثم تلتئم
فيها. أليسَ عليّ أن أكون ريحًا أولًا لأحمل غبار؟ وأنا لستُ ريحًا ولا هواءً ولا
ذرة أوكسجين عزلاء. أنا وعاء أجوف ثقيل على طرف الطاولة ينسكب فيه من المارّة
النهار.
وديع سعادة يقول أنّ العابرين سريعًا جميلون لأنّهم لا
يقترفون الإقامة، كملاكٍ مهاجر دون خطيئة. هم جميلون لأنّهم لا يتركون خلفهم غبار، ولو
تركوه يكون خفيفًا زائلًا لا يحتلّ منك شيء.
طوبى للزائلين.
Artwork by: Mahmoud Soliman
artwork by Karolis Strautniekas
كان عليها ألّا تترك
قلبها في مكان ورأسها في مكان آخر،
كان عليها أن تختار
اسمًا،
أن تختار شكلًا
وأن تخترع طريق.
لا أحد يأبه بالأقدام
المتدلية فوق غيمة،
يحسبونها ظلال.
بينما في الحقيقة كانت هي، هي.
بلا اسمٍ
ولا شكلٍ
ولا طريق.
تنتظرُ وعدًا من
الريح يجعل أقدامها المطر.
نادت بمفردات الماء
كلها
من فوق الأرض،
لكن، لم تحل مطرًا.
لا أحد يأبه بالأقدام
المتدلية فوق غيمة
يريدون البلل.
ممتنة لأصدقاء الليل الطويل الذين يأتون على غفلة منك، يضعون كلامهم كالترياق البارد فوق القلب ثم يمضون.
Artwork by: fredericforest.com
هل هنالك علاقة بين الرغبة الشديدة والركود؟ علاقتها
عندي يتوسطها الخوف؛ كلما ازدادت رغبتي في شيء ما تفاقم خوفي منه \ من عدمه \ من
حقيقته وبالتالي يعتنقني الركود.
ينتظرني بعد شهر تقريبًا اختبارٌ مهم جدًا، العتبة
الأولى في الفصل المؤجل من حياتي... أو الهوّة. لكن كلما اشتد ساعد الوقت تناولتُ جرعة
مسكرةٍ جديدة من الركود. جربتُ كل ما يجربه الناس ليصحوا، لكنّي فشلت. أنا ثملة،
ثملة حتى آخر خلية في جسدي ولا قدرة لي على الاستيقاظ.
هناك نظرية في علم النفس الاجتماعي تنصّ على تشارك المسؤولية
بصمت، دون النطق بذلك. كأنّ تكون بين حشدٍ من الناس فيقع أحدهم فجأة، أنت تريد مد
يد المساعدة، لكن وجودك بين أناس آخرين شهدوا معك ذات الحدث يخفف عن كاهلك الحاجة
بالعمل، هنالك مستوى ما في اللاوعي يخبرك أنّ غيرك سيساعد فلا داعي لأن توكّل نفسك هذه المهمة. أشعر أنّ الخلايا في جسدي تتشارك مسؤولية إيقاظي، تقف كلّها مشدوهة
على أطراف أصابعها، لكن ما من أحد لينكأ الجدران.
حدثتني صديقتي قبل يومين عن تعثرها بخيبة جديدة. المختلف هذه
المرّة، على حدّ قولها، أنّها ارتطمت بالأرض بقوّة وتشكّ في قدرتها على الوقوف. شعرتُ
لوهلة أنّها مستسلمة لهذا الشعور ولا تنوي مجابهته. التصاقنا بالأرض بعد أن
أوقعتنا خيبة ما أسهل مئة مرة من محاربة الجاذبية في قيامة الوجع. أحاول ألّا
أقارن قيامة أحدٍ بأحدٍ، لكن المشترك المؤكد أنّه ما من أحدٍ يكبح جماح قيامته لينتشلك،
ما من أحدٍ يتوقف في محاذاة الطريق ليرى من ذا المستلقي عليها. الجميعُ يمرّ عنك. الوقوف
مجددًا هو مهمتك أنت، مهمتك التي لا تعني لغيرك شيء مهما ادعى عكس ذلك.
لماذا يصعب عليّ القاء هذا الخطاب من الداخل؟ لماذا يسهل
عليّ خياطة أوجاع الآخرين بينما أطرافي مفتّقة؟
ألّح عليّ أحدهم هذا الصباح أن أكلمه هاتفيًا بعد رفضٍ
دام طويلًا. أسمعني كليشيهات العيد كلّها وحاول إضحاكي بكل ما أتاحت له السُبل.
أنهى المحادثة بعد أن قال لي: أنتِ خُرافيّة.
ابتسمت. وأبتسم الآن وأنا أكتب هذا السطر، لكنّي عاجزة
عن تذكر سبب قوله.
لا بأس.
عيدٌ غير بائس يا عُلا.
-
أنا قطبان متنازعان لا وسط بينها، لا أعرف كيف يكون المرء
وسطيًا في شعوره، كيف لا يعتنق الخير بكل جوارحه أو يتشظى حتى آخر خلية في جسده.
لا أعرف كيف يحتاج المرء لأكثر من فقدان اهتمام ليتجاوز غيره. لا أعرف كيف يمر
يومه غير طافحٍ ولا فارغ، وسطيّ المعايير غير مبالغٍ في ترفه وحزنه ووحدته
وامتلاءه.
-
هنالك غيمة سوداء مفرغة من الـ "غدًا يوم
جديد" تطوف حول عنقي.
متى ينتهي هذا الأبد، يا ربّ الأبد؟
لم أكتب حرفًا واحدًا
بعد رسالتي الأخيرة لستي.
كنتُ أظنَ أن الكتابة
هي المتنفس، الرئة الثالثة والوحيدة، الشق اللانهائي وسط هذا الاختناق. لكن يبدو
أننّا معجونون من آليات نفسيّة تهوى المبالغة فالمكابرة فالتخطي. بمقدور كل
الأشياء المهمة التخلي عنّا، ونحن بالمقابل ننتقم منها بالتخطي.
لم أكتب حرفًا واحدًا
بعد رسالتي الأخيرة لستي، ليس لأنّ شيئًا لم يحدث، بل لأنّي فقدتُ القدرة على
التمييز أأكتب للكتابة أم لحاجة في التفريغ؟ لماذا هذا الاهتمام الثقيل بجعل الوجع
مكتوبًا بأبلغ صورة ممكنة؟ أحب اللغة والمفردات والاستعارات التي تجعلك تتحسس جلدك
ينصهر فوق الحروف ويعاد تشكيله. أحب اللغة والمفردات والاستعارات وما تصنعه من شده
في القلب وربطٍ في اللسان. لكنها حين أصبحت الهدف اعتزلتني.
لا بأس...
صديقي يقول بأنّ الأشياء
لا تصالحنا بالانتظار، علينا السعي نحوها وإن أسقطتنا أرضًا نزحف باتجاهها بقدر
أهميتها.
وها أنا الآن أعلن
بدأ الزحف باتجاه اللغة لتطويعها وسيلةً... وسيلةً لا هدف.