يا ليلة العيد

الثلاثاء, أغسطس 21, 2018


Artwork by: fredericforest.com


هل هنالك علاقة بين الرغبة الشديدة والركود؟ علاقتها عندي يتوسطها الخوف؛ كلما ازدادت رغبتي في شيء ما تفاقم خوفي منه \ من عدمه \ من حقيقته وبالتالي يعتنقني الركود.
ينتظرني بعد شهر تقريبًا اختبارٌ مهم جدًا، العتبة الأولى في الفصل المؤجل من حياتي... أو الهوّة. لكن كلما اشتد ساعد الوقت تناولتُ جرعة مسكرةٍ جديدة من الركود. جربتُ كل ما يجربه الناس ليصحوا، لكنّي فشلت. أنا ثملة، ثملة حتى آخر خلية في جسدي ولا قدرة لي على الاستيقاظ.

هناك نظرية في علم النفس الاجتماعي تنصّ على تشارك المسؤولية بصمت، دون النطق بذلك. كأنّ تكون بين حشدٍ من الناس فيقع أحدهم فجأة، أنت تريد مد يد المساعدة، لكن وجودك بين أناس آخرين شهدوا معك ذات الحدث يخفف عن كاهلك الحاجة بالعمل، هنالك مستوى ما في اللاوعي يخبرك أنّ غيرك سيساعد فلا داعي لأن توكّل نفسك هذه المهمة. أشعر أنّ الخلايا في جسدي تتشارك مسؤولية إيقاظي، تقف كلّها مشدوهة على أطراف أصابعها، لكن ما من أحد لينكأ الجدران.

حدثتني صديقتي قبل يومين عن تعثرها بخيبة جديدة. المختلف هذه المرّة، على حدّ قولها، أنّها ارتطمت بالأرض بقوّة وتشكّ في قدرتها على الوقوف. شعرتُ لوهلة أنّها مستسلمة لهذا الشعور ولا تنوي مجابهته. التصاقنا بالأرض بعد أن أوقعتنا خيبة ما أسهل مئة مرة من محاربة الجاذبية في قيامة الوجع. أحاول ألّا أقارن قيامة أحدٍ بأحدٍ، لكن المشترك المؤكد أنّه ما من أحدٍ يكبح جماح قيامته لينتشلك، ما من أحدٍ يتوقف في محاذاة الطريق ليرى من ذا المستلقي عليها. الجميعُ يمرّ عنك. الوقوف مجددًا هو مهمتك أنت، مهمتك التي لا تعني لغيرك شيء مهما ادعى عكس ذلك.
لماذا يصعب عليّ القاء هذا الخطاب من الداخل؟ لماذا يسهل عليّ خياطة أوجاع الآخرين بينما أطرافي مفتّقة؟


ألّح عليّ أحدهم هذا الصباح أن أكلمه هاتفيًا بعد رفضٍ دام طويلًا. أسمعني كليشيهات العيد كلّها وحاول إضحاكي بكل ما أتاحت له السُبل. أنهى المحادثة بعد أن قال لي: أنتِ خُرافيّة.
ابتسمت. وأبتسم الآن وأنا أكتب هذا السطر، لكنّي عاجزة عن تذكر سبب قوله.

لا بأس.


عيدٌ غير بائس يا عُلا.




You Might Also Like

2 تَركُوا بَصمة

هاكِ، طريقة جديدة للوصال

Popular Posts