رسالة للذي يقرأ (8)
الخميس, يونيو 23, 2016
صديقي الذي يقرأ،
هل قلتُ لكَ من قبلُ أنني أحب التفاصيل؟
أعلم أنك تعرف، وأن كُل من تعرّج حظه عن
الاستقامة ليلتقي بي في وسط محادثة يُدرك ذلك بسهولة، لكنني أود تأكيد الأمر ليسَ
إلّا...
أنا أحب التفاصيل، الخياليّة خاصةً، تلك التي
لا تملكُ أرضًا ثابتة لتقيها حين أتهاوى من أعلى قمةٍ في داخلي وأنا أبحثُ عنك بين
ما اقترفتُ بحقِّ نفسي من خرافات. كنتُ أظن بالسابق بأنك دائم المكوثِ هناك، على
الرغم من ترحالي المتكرر عنك، تحملُ مشعلًا دافئًا ينير لي طريق العودة حين تتيح
مزاجيتي لي بذلك. كنت أظن بأنك تعي حينَ أقول بأن أجنحتي المتينة تُحلّق وحدها
بعيدًا عن أي وقودٍ بشري، بأنني أكذبُ على نفسي، كذبًا لذيذًا يَحقن في ثناياها
بعضَ الأمل قبل نفاذ تاريخه، لكن يبدو بأني بالغتُ الجرعة قليلًا، أو كثيرًا ، لا
أدري، المهم أنّي بالغت.
وأنت... آخذٌ بالتلاشي، وكلما عدتُ لزيارتك في
تلك البقعة المنسيّة في أطرافِ رأسي دفعتُ بكَ لأسفل، كي أتيحَ لكتفي سِعةً أكبر
ليتماسك، لأتكئ عليه وحده في صعودي نحو السماء، أو في انهياري.
لا تقلق، لم أنكثُ بالوعد بعد، لكن الظروف
كلها تنكثُ بي.
أنت تبتسم الآن، وتردد في سرّك: "ما
بأيدينا خُلقنا تعساء"... أليسَ كذلك؟
1 تَركُوا بَصمة
أُحييكى بشده
ردحذفأبدعتى
تحياتى
:)
هاكِ، طريقة جديدة للوصال