رسالة للذي يقرأ (٢٤)

الاثنين, أبريل 25, 2022

عزيزي الذي يقرأ،

تدور في رأسي عبارة واحدة منذ الصباح\الأزل: "وطن المرء ليس مكان ولادته، بل المكان الذي تتوقف فيه كل محاولات الهرب". أمرُ عن كلمة "وطن" بسرعة خشية التلاشي في تجاعيدها لكنّي أعجز عن عبور "الهرب". الوطن الكلمة الواسعة التي كثيرًا ما تُختزل في الشعارات وتُسأل عنها صفيّة وأخريات، هي الحدوث أو اللا-حدوث، هي الأرض أو استرجاعها، هي شخص، أو ربما فكرته، هي قشّة أخيرة تطمح أن تصير حبلًا يسحب لأعلى أو يلتف حول الرقاب، هي ما بعد الهرب... بعد المحاولة الأخيرة للنجاة. 
تدور العبارة وتدور، وأدور أنا معها منذ الصباح، منذ الأزل، وفي كلّ دورة يسقط حرفًا تلو الآخر، قطع الدومينو تحول شخصًا -ربما كنت أعرفه- أحاول إحكام قبضة يدي حول الحروف\ الأشخاص لكنّ يدي ضعيفة أمام السقوط ولا تعرف تقدير درجة الإحكام اللازمة للاتزان، هي تخنق أو تترك، لا تعرف الوسط... لكنّها تعترف بالوسط. بالوسط خلاصها، وخلاصي.. لكنّه ليس وطنًا.. فيه تبدأ محاولات الهرب. 




You Might Also Like

0 تَركُوا بَصمة

هاكِ، طريقة جديدة للوصال

Popular Posts