هذيان (6)
الأربعاء, أغسطس 29, 2018
أحب حيفا. أقراص دائمة من الدواء ودروس في الوحدة.
هل جربت مرّة الجلوس وحدك في مقهى؟ خطيئتي المقدسة في الفترة الأخيرة. خطوات
الشرك الأولى بإله الوحدة الأعظم، القشّة اللعينة التي لم يستطع بكل جبروته أن
يقاومها، فاعتلته وعلته ثم كسرت ظهره.
عالمٌ متداخل من الناس يولد في كل لحظة على بُعد خطوةٍ
من الطاولة. عالمٌ كامل من الناس يصطدم بأضلعي غبارًا، لا أعرف كيف يصير الناس
غبارًا وكيف يكون للغبار الاف الأقدام الصغيرة تدق العظام مع كل خطوة، ثم تلتئم
فيها. أليسَ عليّ أن أكون ريحًا أولًا لأحمل غبار؟ وأنا لستُ ريحًا ولا هواءً ولا
ذرة أوكسجين عزلاء. أنا وعاء أجوف ثقيل على طرف الطاولة ينسكب فيه من المارّة
النهار.
وديع سعادة يقول أنّ العابرين سريعًا جميلون لأنّهم لا
يقترفون الإقامة، كملاكٍ مهاجر دون خطيئة. هم جميلون لأنّهم لا يتركون خلفهم غبار، ولو
تركوه يكون خفيفًا زائلًا لا يحتلّ منك شيء.
طوبى للزائلين.
Artwork by: Mahmoud Soliman
1 تَركُوا بَصمة
عميق حرفك ورائع أسلوبك في وصف ورسم صورة رأيتها أمامي
ردحذفباختلاف المكان والزمان.
أعجبني جدًا تساؤلك: أليس علي أن أكون ريحًا أولًا لأحمل غبارًا" وتشبيه الوعاء أيضًا، وإثراء تصك باقتباس صادق حد الخلود.
شكرًا لتعليقك في مدونتي لولاه ما وصلت إلى هنا، يبدو أنني سأقضي وقتًا ممتعًا في قراءة المقالات الأخرى.
دمتِ لمن تحب.
هاكِ، طريقة جديدة للوصال