رسالة للذي يقرأ (22)
الثلاثاء, أبريل 07, 2020
عزيزي الذي يقرأ،
أحاول أن أكمل المقالة عن حيفا. اكمالها هو انتصاري
الصغير لهذه الفترة. وبينما أحاول استجماع آلياتي النفسيّة كلّها غنّى لي محمد
محسن: "سهّرني عليك سهّرني معاك" فاستوقفني. لا أحتاج لأي قوّة داخليّة
أو خارجيّة لأسهر عليك خوفًا أو أسهر معك إن احتجت، حتى وأنا في قيامة وجعي، أكدّسه
كله في زاوية معتمة في القلب وأترك البقية لك. لكنّي، بعكس الأغنية، أخاف من هجرك،
فأستبق الألم بهجرة مزمنة. هاك، اعترفت.
أشعرتَ مرة أنّك عالق في المسافة اللانهائية بين
لحظتين؟ لستَ جزءًا من الوجود، ولستَ عدمًا. أنت فقط تقف هناك كلوحة حائط جميلة،
قد تكون starry night إن
حالفك الحظ، تراقب كل شيء، ترى حياتك كلّها تمرّ كشريط سينمائي مهترئ، تمرر أصابعك
فوق الخدوش متأكدًا من تركيبة المرهم، لكنّك لا تستطيع التدخّل. أنت هامش، لا تعرف
سوى النظريات، أنت جميل من الخارج، أنت تجيدُ تزيين الخارج، لكن الداخل ليس
اختصاصك. أنت متيقن من هذا. تُجلد بهذه الحقيقة كل يوم.
"انا لا تمنيت ولا قلت يا ريت، ولا بعدك عني
جعلني سليت..." صورة الحائط الجميلة لا تنسى. تُعيد ترتيب الأحداث في ذاكرتها
كل صباح وتُفسح مكانًا للجديدة. لكنّها تتمنى، وهي معلّقة كمصباح منسيّ في مؤخرة
شجرة العيد، أن لا يمر وقت ثقيل قبل أن يعي أحدهم قيمتها. هي كما قلت لك لا تتفلت
منها الأحداث العابرة، لكنّها تُزاحمها في معرفة نفسها. لكن المؤكد أنّ أمنية
واحدة، مهما اكتظت فيها الذاكرة، ستبقى عالقة..."أنا أملي في حبّك هو الحبّ".
ألم أقل لك أنّي أمتهن النظريات فقط؟
0 تَركُوا بَصمة
هاكِ، طريقة جديدة للوصال