رسالة للذي يقرأ (16)
الأحد, مايو 26, 2019
عزيزي الذي يقرأ،
نهاية الأسبوع هذه كانت سيّئة. لا أدري إن كان الأمر
منوّطًا بجسدي الذي يمر "بفترته من الشهر" ويجعل من الرحم يجهض
كلّ ما يمر داخلي من شعور. أحاول أن أقنع نفسي أنّها وعكة مزاجيّة مؤقتة وستمر... هي
فعلًا ستمر.
الباريستا هذا المساء لم يُتقن صُنع قهوتي، اعتلاها الكثير من الرغوة رغم طلبي بأن تكون سوداء قاتمة دون إضافات تُحاول جعلها شيئًا
آخر. لكنّه حضّر لي قهوة مشوّهة وحجّة هشّة للبكاء. أخذتها محاولةً تأجيل انهياري
ورحت في خروجي السريع من المقهى أسابق الدمع الذي يقف أعلى الحلق.
ولأزداد من الشعر بيت، وجدتُ مكاني المفضل في هذه
المدينة – مكاني المنعزل المترفّع عن أضغاث العالم- مكتظًّا بالناس. جلستُ هناك مدّة
تقلّ عن دقيقتين، تجمّعت العبرات مجددًا في عيني معلنة رحيل آخر، فقمت. كنتُ أداعب
خيوط الوحدة في طريق عودتي، وأتساءل عن المفارقة التي تضرب جدران صدري، عن حاجتي
الغريبة لحضن وعن انعدام قدرتي على التواجد بالقرب -فيزيائيًا ونفسيًا- من أحد، فقبّلت
إنارة الشارع فجأة ظلّي فانقسم أمامي على الأرض، أصبحتُ اثنتين تسيران جنبًا إلى
جنب وتتحدان في نقطةٍ واحدة. هاكِ، هذا الـ"معلش" الذي تحتاجين.
اه بالمناسبة... الليلة يُعلن العالم عن مرور 26 عامًا لي في معتقله.
اللهم خلاصًا.
2 تَركُوا بَصمة
كل سنة وأنتي طيبة وبألف خير وصحة وسعادة. ابتهجي
ردحذف:)
تحياتي وتقديري
وانت طيب وسعيد يا استاذ شريف :))
ردحذفهاكِ، طريقة جديدة للوصال