رسالة للذي يقرأ (13)
الثلاثاء, أبريل 09, 2019
عزيزي الذي يقرأ،
أنهيتُ قبل قليل
تفريغ مقابلة intake مع فتاة كجزء
من المختبر الذي أعمل به. تم تأهيلي لأقوم بعمل المقابلات الأوليّة للمنتفعات من
العلاج النفسيّ والذي يخوض في العلاقات الأسرية ونوع العلاقة وتجارب الحياة
المختلفة وتأثيرها على الفتاة البالغة اليوم، أليس من السخرية أن أعمل في مجال
الصحّة النفسيّة بمكان يُدعى "مختبر"؟ ما علينا، أعلم أنّه ليس لي باع
طويل في هذا المجال وأنّ مع الوقت والتجربة قد يخفّ ثقل ما أسحبه فوق قلبي بعد كل
مقابلة أو جلسة، لكنّي اليوم مُحمّلة بالكون أجمع فوق صدري... فتحتُ في ضلع الفتاة
فجوة فانسكبت كلها في داخلي.
تخوض بعض هذه الأسئلة
في تجارب الفقدان في الطفولة أو في سنوات جارية من الحياة، الكثير من الفتيات يقفن
عند هذا الموضوع ويسألن إن كان يمكن الحديث عن فقدانٍ نفسيّ، فقدان عاطفيّ، وفاة
الشخص في القلب لا في الواقع... لا أعلم صدقًا أيّ المقابر أشدّ ضراوةً؛ مقبرة
القلب أم مقبرة الأرض، لكنّ المؤكد أنّ لأيّ من الفقدانين أشدّ التأثير على مجرى
حياتنا.
قمتُ بجولةٍ في منطقة
جبليّة قرب الجامعة قبل يومين وأرفقت بعض الصور في حساب "انستجرام"
خاصّتي... أثنى على الصور أحدهم ثم سألني عن المنطقة وعن الفرق الشعوريّ الذي يُحدثه
الجبل عندي مقابل البحر، استغربتُ من سؤاله لكوّن هذه المسألة بالذات رافقتني طوال
سيري في المكان... ثم سألني إن كُنت قد جُلت المنطقة وحدي. لماذا يؤلمني أنّه
يعرفني بهذا الشكل؟
أنا لا يؤلمني، يا
عزيزي، شيء مثلما يؤلمني فقداني جزءًا من ذاتي في الآخرين.
أرفق لك بعض الصور من المنطقة الجبليّة تلك...
0 تَركُوا بَصمة
هاكِ، طريقة جديدة للوصال