سِت الحبايب.. :)

السبت, يوليو 25, 2015

عادةً، عجزي عن البدء في الكتابة يتناسب مع ما احتل ميناء الحرفِ هذه المرة مساحةً في القلب. لكن، الأمر مختلفٌ الآن.. فكيفَ لي أن اخاطبك بمقاييس هذا العالم وفيكَ تَصُبّ الموانئ كلها؟

رحتُ أستمعُ لاغنياتٍ عن الأُم، وانتقل بين واحدةٍ تلو الأخرى، وأنصتُ بحبٍ اكبر كلما عُزفتَ على مسامعي اغنية أعلم أنك تُحبينها علّها تُلهمني ولو بكلمةٍ واحدة ابدأ فيها حديثي معك، 
لكنني عجزتُ يا امي..
فأي كلماتٍ تفي حقك في البداية، وأنتِ التي منك تبتدئ كل الاشياء؟

قد تظنين بأنّه رغم ما تفيضُ به جعبتي من التعابير الا انني بخيلةٌ حين يقتربُ الأمر منك.. 
لكنه ليس بُخلًا يا امي.. 
ليس بُخلًا ابدًا..
هو العجز الذي يكبل كل خليةٍ في جسدي حين تَبثين قليلًا من روحك في داخلي..
هو العجز يا امي يعتريني كُلّي كلما هممت لاداعب الحروفِ باسمك مثلما تداعبين ضفائري وتسحبين خيوطَ الألم من بينها حين تُسقِطُني الحياةُ في محرابك كطفلةٍ صغيرة تاهت عنها دميتها وعادت لتبحث عنها  فيكِ...
هو العجز امام سيول العطاءِ التي لا تنضب والتي تقابلين فيها نفسيتي المتقلبة وعصبيتي غير المبررةِ احيانًا... عطاؤك الذي اقف امامه كثيرًا لأتساءل، ما الخيرُ العظيم الذي صَنعته ليمنحني الله اياكِ عُرفانًا؟
لكن خيرات العالم مجتمعةً لا تُضاهي صنيع شفتيك حين تمسحان الوجع عن جبهتي بِقُبلة.

دائمًا ما كنتِ ترددين بأن عمرنا الحقيقي هو ما نَشعرُ به في الداخل وليسَ ما تمنحنا اياه السنوات من تعدادٍ، ويا كثيرَ الآمان الذي منحني اياه ايمانك هذا، لكن اكثر ما اخشاه الآن هو أن يشيخَ داخلك إثرَ ما نُلقيه عليكِ من ثِقَل...
لستُ جاحدةً بالنعمةِ يا امي، لكن انشغالي بذاتي احيانًا يُنسيني أن نبضك الذي يسري في داخلي ليسَ امرًا مفروغًا منه، وهمّتي التي تستندُ عليكِ لتستقيم تستنزفكُ بِحُبٍ لا قدرةَ لي على استيعابه.

في الخامس والعشرين من تموزِ كل سنة يقضُم عقرب الوقتِ ذيله قليلًا لأنه يعلم بأنني في حضرتك احتاجُ بعدًا زمنيًا مختلفًا للكتابة...
لا أدري ما الامنية التي تليقُ بِكَ لأغلفها في سجدةٍ نحو السماء... كل ما يجول خاطري دعواتٌ نرجسية تُدنيني ولو قليلًا من هالتك، وتضفي على صغري بجانبك بعض الكمال او تطلبُ عمرًا مديدًا لي بقربك، فلا أظنُّ بأن يومًا لا تكونين فيه سيُحسَبُ لي من العمر...
سامحيني يا امي، واسمحي لأنانيّتي بك أن تستمر يومًا اضافيًا ايضًا وتدعو الذي لا تضيع عنده الأمنيات أن يُبقي حضنك ملجأ لانكساراتي الكثيرة.

كُل عامِ وانتِ كما انتِ،
حينَ تبتسمين يستكين في داخلي الألم...
كل عامٍ ولغتي حينَ تكتُبكِ لا تكفيكِ...

25.7.2015







You Might Also Like

3 تَركُوا بَصمة

  1. الله
    ربنا يباركلك فى عمرها

    ردحذف
  2. ويباركلك يا مروة في اعمار احبابك :)

    اهلًا بعودتك!

    ردحذف

  3. لا أدري ما الامنية التي تليقُ بِكَ لأغلفها في سجدةٍ نحو السماء...
    الله
    كلامك درر
    وصف جميل .. وموهبة لا غبار عليها
    الله يحفظ أمهتنا ويطول في أعمارهن ويدم عليهن ثوب الصحة والعافية

    ردحذف

هاكِ، طريقة جديدة للوصال

Popular Posts