عن الدراسة، والأحلام

الأحد, يوليو 12, 2015

الكثيرُ من الدراسةِ ينتظرني هذه الليلة. المادة التي سأُمتَحنُ بها بعدَ أيامٍ قريبةٌ لذائقتي بشكلٍ مُزعج، قريبةٌ لدرجة النفور. قريبةٌ بشكل مؤلم!
شيءٌ ما في داخلي يمنعني من التركيز فيها، رغم كل محاولاتي لحقن روحي بالمهدئات عساها تستكين وتهدأ قليلًا.. لأتمكن من الدراسة.

في الخلفية تُردد كارمن على مسامعي: "سَفرني ع أي بلد، وإتركني وإنساني..."
أنظرُ لكل الأشياء من حولي التي تُحاول حثّي على الدراسة؛ ملصقاتٌ صمّاء هنا وهناك.. كاسة نسكافيه شبه فارغة.. اقلامٌ ملوّنة.. وصورٌ مبعثرة تحملُ لحظات مسروقة من السعادة..
أشحتُ فكري عن الدراسة قليلًا، وفتحتُ أمامه صفحةً بيضاء...
الكتابةُ هي الدواء! هي طريقي الوحيد للتخلص من كل عوالق ذاتي المُستعصيّة.
لا شيءَ سيُرأبُ الشرخ الذي يُنتجه فزعي من الدراسة بيني وبين نفسي مثل نَص وليدُ اللحظةِ يُشعرني بأن هذا الجسد لا يحوي خرابًا فقط، هنالك أملٌ يختبئ بين الرُكام، لا بُد له وأن يطغى ويتجبّر!

تراودني في الفترةِ الاخيرة أفكارٌ مُقلِقة حول مستقبلي، وحول تخطيطات أدراجِ القلب التي لم تُلامس النور ولا مسامع احدٍ بعد. أُخرِجُها كلها بحذرٍ واعاود قراءتها للمرة المليون، وأرتجف.
شمّاعة الأحلامِ مُثقَلة. ولا أظنُ بأن بوسعها إحتواء المزيدِ من الهروبِ والخيبات.
تُخيفني فكرة أن الواقع في كثيرٍ من الأحيانِ يكون موازيًا للحُلمِ، لا يسيرُ معه، ولو تعرّج الحلُم قليلًا لن يكون انحرافه كافيًا ليلتقيا. علينا حينها وبكل بساطة - أن ننكسر ليُسيّرنا الواقع في مراكبه.
تخيفني الفكرة أن كل الأشياء في داخلي تنتحب، تَحُثني على التوقف والخضوع.
تُخيفني الفكرة أنني لربما أبني لنفسي سقفًا مهما علت همّتي، لن تطوله.
تُخيفني الفكرة أنني سأرفعُ يدي عن الكتابة بعدَ لحظاتٍ لأهربَ لنومٍ يُغيبني عن الحياةِ قليلًا، وسأستيقظُ بعده مُحملةً بألمٍ مُضاعف.
تُخيفني الفكرة بأنني أكثرُ جبنًا وضعفًا من أن أُحسِنَ بالله الظن، وبالدعاءِ الذي أنفثه في كل سجدةٍ بين يديه...

يا رب المتعَبين،
تخيفني ذاتي.. فإعتقني منها!




You Might Also Like

0 تَركُوا بَصمة

هاكِ، طريقة جديدة للوصال

Popular Posts