رسالة للذي يقرأ (3)
الخميس, يناير 15, 2015
صَديقي الذي يقرأ...
كنت أحاول مَنعَ نَفسي من الكتابةِ لك مُجددًا،
فما الفائدة من
تخليدِ بعضَ الهذيانِ على جدرانٍ إفتراضية قد لا يفتحها احدٌ للقراءة؟ وما
الفائدةُ من الكتابة اصلًا ان كنا لا نلجأ اليها الا في أشدِ أوقاتنا ضيقًا؟
وما فائدةُ الخطاب إن لم يكن يحمل عنوانًا او وِجهة؟
فأنا اعلم، وأنت تعلم بأن هذه حُقنة تخديرٍ جديدة ومفعولها
زائلٌ لا محالة..
وماذا بعد ذلك؟ لا شيء.
" لا شيء" الواقعة ما بين الحديث والصمت ويختنقُ على
أطرافها الكثيرُ من الصِدق.
لا عليكَ،
نحنُ لا نُقلع عن عاداتنا السيئة ما دام ألمها يمنحنا بعض
السكونِ واللذة..
هو القلبُ فقط يمر بمنخفضٍ مزاجي حاد،
ومصيره الزوال كأي شيء آخر...
أتعلم،
أخشى احيانًا أن لا تتسع الورقة لكل ما اريد ان أقوله، وأخشى
على الكلماتِ من أن تفقد أهميتها التي تملكها في عقلي حين تُنثَرُ على الملأ،
ولأنني معك استطيعُ أن اكون اكثر شفافية - اخشى على روحي أن تسكب مكنونها خارجًا
فلا تجد من يحتويها.
لذلك، أبقى على قيدِ الصمتِ أنتظرُ الاصطدام بنصٍ يُشبهني لأشعر
بأنني لستُ وحيدة في هذا العالم، وأن هنالك أحدٌ ما يُطبطب على قلبي دون أن يعلم.
الوحدة يا صديقي هي ليس أن تكون منعزلًا عن الناس، بل هي الشعور
بالفراغِ والغربة وسطَ المعارف..
وأن تبحث مطولًا فلا تجد رقعة تحتويك سوى ذراعيك..
ألا يقولون بأن الحياة تحدثُ وأنت منشغل في كل الامور الاخرى؟
ماذا لو كانت الامور الاخرى اكثر تعقيدًا من أن أفهم أن دوري قد حان لتزورني
"الحياة"؟
وهل تزورنا مرةً واحدة فقط؟
وإن لم نلتقطها سنبقى أبد الدهر
مُنشغلين نركض دون هدف؟
وكيف لنا أساسًا أن نعرف ما شكل الحياة لنهيئ انفسنا لاستقبالها
حين تأتي؟
ألا تستحقُ منا احتفاءً يليقُ بمدى توقنا اليها كل هذه المدة؟
أليسَ من السخافةِ أنها تُجبرنا كل حينٍ على إعادة ترتيبِ
اولوياتنا بما يلائم فصولها؟
أوتدري،
ما يؤلمني حقًا أنني كلما وقفتُ على اعتابِ البارحة
اضفتُ لقائمة الفقد شغفًا جديدًا أمسى من عداد الموتى.
اتستحقُ الحياة أن نُسحقَ بهذا الشكل؟
لا أعلم.
3 تَركُوا بَصمة
وفجأة اصطدمت في عتمة الفراغ والوحدة بحروف تشبهني , بقلم دافئ يكتب بعضا مني بعمق!
ردحذففعلا , عظمة الكتابة تختصر المسافات...
فشكرا لك بحجم هذا الكون
تشابه الافلام يخلق تعانق روحي مُختلف :)
ردحذفشكرًا لمرورك النفي كاسمك! :)
الكاتب الجيد هو من يستطيع إيصال مفاهيم وأحاسيس متشابهه عند الآخرين و يستطيع بذلك إبهارهم بفن قلمه وقدرته على تمثيل كلام النفس , فلا شك بعد ذلك عندما اخبرك بأني ايضا ً اأوافقهم الرأي و أشكرك بقدر ما شكروك وأكثر
ردحذفهاكِ، طريقة جديدة للوصال