نــافذة على المجتمع! (2)
الأحد, يونيو 01, 2014
(
لستُ
ناشطة لحركة نسائية تُطالب بمساواة المرأة بالرجل، فهما ليسا متساويان أصلًا...
لكنني ببساطة فتاة ترفض ان تُداس حقوقها تحت شعارِ "يحقُ للذكر ما لا يحقُ
لغيره"...
فتاةٌ تتنكر لكل تقاليد المجتمع التي لا
تمتُ للشرع بِصلة...
وتُندد لكل عُرفٍ كان قيدًا بدل ان يكون
فخرًا...
فتاةٌ اختنقت، فقررت ان تفتحَ نافذة.!
)
النافذة الثانية: حقوق المرأة!
بدا كأنه يومٌ روتيني
أخر يبدأ من تلك البقعة المنسية في طرف الشارع التي لا يُحييها غير صوتِ احد
الباصات الذي جاءَ لينتشل سُكان هذا الحي الميت لمكان يترددُ اليه الموتِ بوتيرة
اقل بعضَ الشيء.
جلستُ كعادتي على
المقعد المُواجه لاشعة الشمس عساها توقِظُ الصباح في داخلي، وضعتُ سماعات هاتفي في
أُذنيّ وجعلتُه يصدحُ باعلى صوتٍ ممكن لأنقطع ولو للحظة عن هذا العالم.
كان يجلسُ بجانبي شاب
في العشرينات من عمره يتحدث وصديقته وقد كشفت ملامحه لكل من يناظرها مدى حدة
النقاش الذي يدور بينهما. أقنعتُ نفسي بأن القدر قد جمعنا على ذاتِ المقعد وبأنه
لا بأس ان استرقتُ السمع لحديثهما، فأخفضتُ صوتَ الموسيقى في هاتفي ورحتُ استمعُ
لنوعٍ اخر، مختلف كليًا، من اللحن.
كانَ يتلو على
مسامعها بُنودَ ميثاقِ العلاقة بينه وبين شقيّته مستقبلًا، يُصّرح بكل جبروت دستور
ذكوريته التي قد تُمس ان لم تستقو على كيانها وتمحوها من بند أي تعريف. فالفتاةُ
التي قد استبشرَ بوجهها الحظُ لتكون "له" عليها ان تعملَ جاهدةً للحفاظِ
على هذه الرُفعة. عليها أن تبذُلَ ما بوسعها لترفعَ اسمه وشأنه حتى لو كانَ ذلك
على حسابِ كل احلامها.
وقبل أن تلتبسَ عليكم
الامور، هو يُناهض ويناشد ويستنكر في سبيل حصول المرأة على حقوقها.
فانه، وبرأيه، يحقُ
للمرأة أن تتعلم وان تطمح للوصول لاعلى الدرجات، ما دامت لا تتخطى درجته!
يحقُ للمرأة العمل في
أي مهنة كانت، طالما تقدمها فيه لا يُضاهي تقدمه، وان حدثَ ( بعيد الشر) وضاهته
يأتي دور استعمالها للفرامل! فهو أيضًا يسمحُ له بكل كرمٍ القيادة!
يحقُ للمرأة أن تمتلك
معاشها الخاص، طالما تحصلُ على اقلِ من معاشه.
ففي زماننا هذا
الرجولة تُقاس بالأرقامِ في نهاية كل شهر!
وعلينا، نحنُ معشر
النساء، أن نراعي من يخطُ لنا ليلَ نهارٍ يافطات حُقوقنا البراقة بالمحافظة على
رصيده عاليًا مُهندمًا ومرتبًا حتى لو اضطررنا لقطعِ اوتار احلامنا كُلها من أجل
رأبِ ثُقبٍ صغيرٍ قد أنزلَ لعنته في مظهره الرجوليّ!
.
.
.
قررتُ حينها بكل شكلٍ
ومنحى للصرامةِ أن استجمعَ قوّاي واتمالك ما تبقى في داخلي من أعصاب وأن أُرسل
عريضة شكوى شديدة اللهجة لشركة الباصات المركزية لتهاونها في مواعيدِ حافِلاتها
مما يُسبب للمواطنين قليلي الحيلةَ امثالي الاستماعَ صباحًا لاستعراضاتٍ أصحابها
كآنية الزجاج، يخطفونَ بصركَ في البداية ثم تغرق خيبةً في جوفهم الفارغ!
0 تَركُوا بَصمة
هاكِ، طريقة جديدة للوصال