العربية؛ بين القومية والخيانة!
الثلاثاء, يوليو 31, 2012
"انتِ تخونين لغتك.. وأنا لن أُكمل نِقاشي مع خائنين"
بهذه البساطة؛ حكمت
على استعمالي لاحدى المصطلحات العبرية
بالخيانة، ورفضتْ قاطِنةُ الوطن العربي انهاء حديثٍ جمعها على مأدبة الآداب
مع ناكرة للقوميّة!
صدقتَ نِزارُ! فأنا
متعبةٌ جِدًا بِعروبتي! وألا لَيتهم يَفهمون..
لا أكتُبُ
اليومَ بنيّة الدفاع عن قَضيةٍ نعيشُ هَوامشها يوميًا...
بل أكتُبُ باسم حق
التعبير عن الرأي – الذي اختزّلتيه من دُستورِ المحادثة..
أكتُبُ لأُلقنكِ بعضَ
الـ "مانيرز"...
نَعم، خائفةٌ أنا على
لُغتي ..
خائفةٌ على لساني
الذي اعتادَ المضغةَ العبرية!
خائفةٌ على مُصطلحات
اعجميّة باتَ لها تصريفٌ ومكان من الاعراب..
تؤرقني الصعوبة في
التحدثِ بلغةٍ عربية عامية نقية لفترة متواصلة...
ويؤلمني عدم تواجُد
البديلِ للكلمات العبرية في كثيرٍ من الاحيان..
لكنني لم
أخُنها..!
لم أخن لُغتي
حينَ تعلمتُ غيرها في الصفِ الثاني
الابتدائي...
لم اخنها حين احتواني
والدي بتفسير بعض الكلماتِ اثناء مُتابعة نشرة الاخبار الاسرائيلية...
لم اخُن لغتي
حين قرأتُ رواياتٍ بغير ابجديتها.. وبذلتُ جهدًا لأُتقنَ استعمال قواعدٍ لا تُشابه
قواعدها...
لا ولم اخنها عندَ
حصولي على بطاقةِ تعريفٍ زرقاء خُطّ فيها اسمي بغير أحرفها...
تلكَ البطاقة التي
أُعايَرُ فيها دُوليًا... وتَشهدُ على حذفي من بندِ أي تعريف...
ولولاها لما استطعتُ
ركوبَ حافلةٍ او قطار!
لَم أخُن لغتي حينَ
قرأتُ مُكوناتِ مُنتجٍ في بقالةٍ وسط بلدي العربي بأحرفَ عبرية...
ولم أخُنها حين حدثتُ
البائع / النادل / العامل في المجمع التجاري بغيرها لأحصُلَ على حاجتي...
لم اخن لُغتي
حين جَلستُ في قاعة المُحاضراتِ وتعلمتُ على يَدِ مُحاضرٍ يهودي.. بل ودونت بعض
الملاحظاتِ...
ولم أخنها حينَ
اجتمعتُ مع بعض زملائي اليهود في الجامعة وتعاوننا في حل احدى الوظائف...
وقطعًا لم اخُن لغتي
حين قضضت رقادَ الليل بدراسة من كُتبٍ واوراق مُلئت باللغة العبرية...
ولم اخنها حين سجلتُ
في سيرتي الذاتية اتقاني للعبرية، علّها تزيدُ من احتمالاتي الضئيلة لأقبل
لأي عمل... ولأنخرطَ في مسالِك تَحلُمُ بتطبيعي وترفضني بينها...
لم أخن لغتي
العربية في خوضي لحرب اللغاتِ يوميًا... وفي تحدثي بغيرها ورؤيتي لمَلامح
كَدرة مُستفزة بسببها...
فبينَ الحفاظِ عليها والانصهار في القافلة...
أقفُ انا على حُدودِ القومية واختنق!
لكن، على
احدنا دَفعَ ثمنِ الرباطِ في وطنه..
فأنتم..
تتعلمون الانجليزية والفرنسية لتُثقفوا أنفسكم...
أما انا فـ
كُتبت عليّ العبرية لكي أعيش!
والعيش
في أيامنا هذه.. ليسَ خيانة..!
7 تَركُوا بَصمة
من أجمل ما قرأت ! رائع جداً !
ردحذفبل خنتيها
ردحذفشهد.. :))
ردحذفاخي/ اختي الغير معرف.. احترم رأيك لكن ينقصه التعليل :)
رااااائعة !!!
ردحذفعزيزتي علا
مهما فعلنا (نحن عرب ال 48) لن يحني قاطنو الدول العربية قبعاتهم احتراما وعرفانًا لنا ... لا يعلمون أننا نجاهد العيش هنا !!!
في عبشنا هنا ابدا لم نخن عروبتنا ولم نخن لغتنا !!
اوليس رسولنا الكريم من نصحنا بتعلم لغة الشعوب الأخرى كي نسلم شرهم ؟؟
وما من ناصح لنا خير من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم!!
فما بالكم بلغة شعب قد فرض سيطرته على جميع نواحِ حياتك !!
يحضرني في هذه اللحظات نص ادبي تعلمته في الصف الثالث الابتدائي:
النص يتحدث عن عجوز طلبت من احدى الفتيات الصغار أن تقرأ لها مكتوبا قد استلمته من ابنها المغترب فهي لن تقدر على قراءته لأنها عمياء !!
بكل سرور قرأت الفتاة المكتوب للعجوز؟
فرحت العجوز بما سمعت عن ابنها وشكرت الفتاة مادحة شريطها الأحمر الذي وضعته على شعرها !!
وهنا تفاجأت الفتاة !!، كيف لها أن تعرف أنني اضع شريطا وهي عمياء؟؟!!
فأجابتها العجوز: يا ابنتي ليس الأعمى من فقد نعمة البصر، بل الأعمى من لم يملك نعمة القراءة والكتابة، وأنا لا اعرف القراءة ولا الكتابة !!
نحن لن نرضى يوما أن نكون عميان، لم ولن نرضى ان لا نتقن اللغة الرسمية لوطننا ... وذلك حتى نسلم شرهم ونحصل على ادنى حقوقنا !!!
من يتهمنا بالخيانة ... ينظر الى سفاسف الأمور ولا يمعن النظر بها !!
بالله عليكم.. هلا تفكرتم بمعيشتنا هنا !!
لميس
ردحذفلا فَض فوك :)
لا استطيع ان اضيف لما قلتيه حرفًا واحدًا!
مشكلتكم يا اختي في بعض الاشخاص الذين يسيؤون لكم ويتبجحون بعبريتهم وببلدهم المتطور الذي يعيشون فيه ...لقد رأيت منهم في الغربة كثيرون واحيانا استحي حتى ان اقول اني اعرف عربا يتفخرون بانهم اسرائيليون
ردحذفتدوينة تستحق الفوز فعلاً ..
ردحذفوبالرغم من وجاهة ما تفضلت بذكره , وكذلك ما تفضلت به الأخت لميس ..
فنحن العرب ( بشكلٍ عام ) لا نعلم عنكم ( أنتم عرب فلسطين 48 ) إلا القليل .. بل القليل جداً ..
هل أنتم حقاً راضون بما أنتم فيه ؟
هل تعتبرونه احتلال ؟
أم أنه أصبح أمراً واقعاً رضيتم به واستسلمتم له ؟
كيف تشعرون ؟
فيمَ تفكرون ؟
بماذا تحلمون ؟
عذراً أختى .. فأنتم معزولون عنا ..
لا أدرى من المقصر منا ..
هل أنتم مقصرون بعدم تعريفنا بكم كما ينبغى ؟
أم أننا المقصرون بعدم السعى لمعرفة أخباركم وأحوالكم ؟
هل أنتم فى حاجةٍ إلينا ؟
أم أنكم مستغنون عنا ؟
أسئلةٌ كثيرٌ لا نجد إجابةً لها ..
أرجو أن تعذرونا كما أرجو أن تُعْلِمونا.
هاكِ، طريقة جديدة للوصال