أعترف،،!
أني فتاةٌ تُعاني من عُقدٍ كثيرة..
لكن التذمر والـ"ندب" او الحسد ليس في قائمة عِللي!...
فلا أدري ما الذي أصابني حينَ تصفحتُ وصديقتي محطات من حياة مارك زوكيربيج – مؤسس الشبكة الاجتماعية الشهيرة / الفيسبوك...
كان مارك طالباً في جامعة هارفرد، مُتخصص بعلم الحاسوب، ولكنه لم يكن طالباً عادياً أبداً!...
عُرف بين زملائه بولعه الشديد في الانترنت وبنظرته الأوسع من أُطر شاشته التي اسرته ساعاتٍ طويلة خلفها...
أراد هو أن يجعل من تبادُل المعلومات الشخصية بين زملائه في الجامعة امراً في غاية البساطة،، لكن قدراته المعلوماتيه وآفاقه الثاقبة أنجبت على يديه معجزة العصر الإلكتروني.. الفيسبوك!
استطاع مارك أن يَدمغ سِجلَّ التاريخ باسمه وهو لم يتجاوز العشرين ربيعاً بعد!!..
//
كُل الصورِ تلك،، المَصحوبة بإنجازاتٍ كبيرة وبفارقٍ زمني ضَئيل حَلت عَلينا كَالصاعِقة...
فَأينَ أنا منه؟؟ أينَ انتَ وأنتِ وهو من غَيره الذين غَيّروا من مقاييس الزمن؟؟...
لَم يكن مارك الأول في كُل المجالات الدراسية... إلا انه اكتشف في ذاته نُقطتها العُظمى ومِنها إنطلق...!
لم يَدرسُ علم الحاسوب للفائدة المادية في نهاية الطريق.. ولم يكن باختياره يبحث عن حياة الرغد.. إنما إتبع شغفه فأصبح شامة!..
في مُجتمعنا،، حينَ تسألُ التلاميذَ المشرفين على الامتحانات النهائية عن خُططِهم المستقبلية.. يَبترونُ جزءاً من أملك بإجابتهم " لم أقرر بعد"...
لأن المعايير اليوم لإختيار مهنة المستقبل انعكست!...
فلم يَعد يَهُمُ كَيفَ سَأُحدث فَرقاُ!.. وماذا سأصنع في مُجتمعي.. بَل كَم سأصنعُ منه!
ولهذا،، استطاعَ مارك وأمثاله أن يَصنعوا تغييراً في عُمرٍ صغير.. وما زِلنا نحن عُبّادُ القروش والمناصب نركُضُ خلفها لاهثين...!
تُباغِتني مقولة سَمعتها في إحدى المسرحيات المحلية..
"إذا انا لَم أحترق،، وأنتَ لم تحترق.. وأنتِ...
فَكيفَ إذاً سَنُضيءُ هذه الظلمات؟!.."
في دَاخِلِ كُلٌ مِنا قَبساتُ نورٍ بِلونٍ مُختلف..
تَحتاجُ لنفحات اوكسجين قَليلة لِتشتعل!...
فحذارَ أن تُطفئ نورك بيدك..!
لا يَضيرُكَ بأن مُعدل ذكائكَ لا يَتجاوزُ الأُفق، وبأنَ تحصيلكَ الدراسي لا يُحطم كُل الأرقام..
ولن تَمنعنك كُل العقباتِ من إقتِحامِ المستقبَلِ ما دُمتَ قد إخترتَ هذا الطريق للأسباب الصحيحة، وتوقن إلى أينَ تتجه..
//
بِتُ أعلَمُ الأن..
أن ما أصابَ مشاعري سابِقاً هو عَرضاتُ عقدةٍ جديدة..
تُدعي الإصرار..:)