مَدخل...
//
لم يَخطُر بِبالي أبداً أن تكون النهاية بهذا الشكل...
على الرَغم مِن أنني قَد تَجرعتُ هذه اللحظة في ثَنايا مُخيلتي طَويلاً..
فَمُنذ أن خطوتُ خَطوتي الأولى في المدرسة الأهلية- أُم الفحم وأنا أرى مُستقبلي بوضوح... أبيضاً وأسود... كَلون عباءات فُراقنا/ إنطلاقنا لعَالم الـ"كبار"....
كُنتُ أظن بأن تّخَرُجي هو قفزتي عَن سُور مَدرستي، نَحو حياةٍ بِلا قُيود... وحرية بِلا حدود.. للبدء بإنشاءِ وَطني المَوعود...
لــكن حُزيران هذه السنة أصَر على تَلطيخ لَوحتي بألوان الواقع..!
ويُؤلمني جِداً إرتطام رأسي برصيفه...!
//
أعترف...
أنا فَتاةٌ تعاني مِن عُقدة الإفراط في التخطيط... والتوقعات!!
فَفي مُستهل طريقي بالمرحلة الثانوية وَضعتُ نصب عَيني هدف.. ورسمتُ كُل الطرق المؤدية إليه....
كُنتُ الوحيدة بَين زُملائي مَن أستطيع وصف يَومي بَعد عشر سَنواتٍ.. بِدقةٍ مُتناهية!!..
وَعلى هذا الدربِ كُنتُ أسير...
//
كَبرتُ...
وكَبُرَ فهمي للواقع...
وكَبرت وإختلفت إحتياجاتي....
إلا أن حُلم الفتاة ذاتِ الأربعة عشر سنة لا يَزالُ يَشبُ بَين وَدائعي....
إلا أنني... وللمرة الأولى في تاريخِ عُمري.. فَشلتُ في رأب كل ثغرات خُطتي...
لَم أكن أعلم بأن 22 يوم كَفيلٌ بِنثر كُل الصفحات امام ناظري...
وَقلب كُل الموازين التي إعتدتُ أن أقيس حُلمي عَليها...
لَم أكن اعلم بأن بِضعُ أحرفٍ مُركبة ستَقوى على إرباكي... ( شو بِدك تتعلمي؟؟!) – رُبما لأنني أعلم رد الفِعل على إجابتي مُسبقا :)..
لم أكن أعلم.. بأن قرار "بسيط" سَيستهلك مِني الكم الهائلة من الطاقة...
فَهل أبدأ تَعليمي الجامعي في السنة الدراسية المُقبلة؟؟ أم – كَكُلِ صَديقاتي- أتخذها سنة للراحة... لِشحذ الأسلحة النفسية بَعد أن اهترأت جراء الإثني عشر سنة الماضية ؟؟...
أأبداُ بِدراسة بعض المواد التي – قد – من المحتمل أن تفيد تعليمي في المستقبل ؟؟ أم أبحثُ عن وظيفة أخرى غير مُتابعة أخبار الفيسبوك وإلتقاط الصور وقراءة الكتب والإستماع للموسيقى؟؟؟
لا أعلم !!!!!!!!!
لم أعد أعلم ماذا أُريد... والى أين أتجه .. وأي طريق سأسلك....
فَكيف لِفتاة لا تزال تحتار عِند سُؤالها عَن لونها المُفضل أن تُقرر مسيرة حياة كاملة ؟؟؟؟؟
//
مَخرجُ أمل...
حينَ يَنسى الفَرحُ أن يَرسُمَ على شِفاه الجُرحِ بَسمة...
وَيكبلُ الملل كُلَ جارحةٍ مِنك بأصفاده...
يُسافر نظركَ نَحو الضوء الأخرس في عَتمِ الطريق وما إفتعله مِن حرائق !!