رسالة للذي يقرأ (18)
السبت, يونيو 01, 2019
عزيزي الذي يقرأ،
هناك تسجيلات لبعض أغاني أم كلثوم يصل فيها صوتها
إلينا صافيًا، كأنّما سجّلت الأغنية قبل بضع ساعات وألقتها بين يديّ الأثير. وهناك
تسجيلات يكون صوتها بها يافعًا، لم تلثمه الأعوام ولا الوعكات القلبيّة بعد، هذه
التسجيلات تربيتة عند الحزن وشماعة جديدة أعلّق عليها وهمًا قديمًا من أمل. لا
أدري كيف كان حالي سيكون دون صوتها ودون أغانيها، لو لم تُفتح لي بوابة الدخول لأم
كلثوم المدينة. أتجرعها كاملة حتى مناطقها الرمادية وزوايا الأنثى الضعيفة أمام
سطوة الرجل في الحب، ربما يعزيني أنّ كُتاب هذا الكلام رجال وقعوا ضحايا لرفضها، ربما.
أتجرعها كأنّها إكسير شفاء مختوم أو ترياق يمحو الذاكرة. أتجرعها كأنّها آخر قطرة
مسلوبة من زمزم خُتِم في ناصيتها القرآن... أتجرعها كأنّي أصلي. أيعفو الله
ويتجاوز عن إحساسي هذا ليلة القدر؟
0 تَركُوا بَصمة
هاكِ، طريقة جديدة للوصال