رسالة للذي يقرأ (7)
الخميس, ديسمبر 10, 2015
صديقي
الذي يقرأ..
(استمع للاغنية المرفقة خلال قراءتك، فضلًا مِنك)
ما تَحمله هذه الصفحات هي بضعُ كلماتٍ حائرة، كئيبة أحيانًا
ومتفائلة في أحاين اخرى، تائهة سقطت سهوًا عن عجزِ البيتِ تبحثُ عن صدرٍ جديد
يحتويها كما هي، دونَ تغيير بعضِ القطعِ لتلائم ما تُمليه عليها البيوت المنظومة
والقوافي...
هي بضعُ كلماتٍ كان لا بُدَ لها أن تُكتَب بدلًا من أن تختارَ
سُبلًا أقسى وطأةً للانتحار...
هي بِضعُ كلماتٍ تَحمِلُ بحةً هربت من سطرِ صوتي لا يرقيها شيء
عدا المعرفة بأن هنالك قلبٌ آخر حائرٌ
مثلها يتلقاها...
فيتلطّف.
لا أعرف لماذا أهذي بقواعد رسائلنا اليوم، ربما لأنني عرفتُ
يقينًا بأنها ملاذي الأخير من العالم.
الامور تجري أسرع مما ينبغي، أسرعُ من قدرتي على الاستيعاب.
أيامي في الشهر الفائت لا تشبه سنواتي السابقة مُطلقًا، لكنها حتمًا تحاول ايجاد
وجهٍ جديد يليقُ بمجاراتي لها، ويليقُ بما أستحق... رغم أنني صدقًا لا أعلم أين
يقع الخط الفاصل بين ما أستحقه وما لا أستحق.
لا عَليك...
وعكةٌ مزاجيّة عابرة وستمرُ عاجلًا أم آجلًا...
وعكةٌ مزاجيّة عابرة وستمرُ عاجلًا أم آجلًا...
اذا رجعت بجن، وإن تركتك بشقى...
لا قدرانة فِل ولا فدرانة إبقى...
كنت أظنُّ بأنني أستطيعُ أن أجد رُقيةً للانشطارات التي يصنعها
في داخلي هذا التغيير، لأرأب ثغراته حتى يعتادني وأعتاده... ودائمًا ما كنت ألجأ
لعالمي الافتراضيّ الذي صنعته بفكري ورعيته ليكبر حولي ويصنع لي واقعًا دافئًا مختلفًا
عمّا منحني اياه العالم... لكنني لم أكن أعلم أن الهروب من علامات الاستفهام
الداخليّة سيؤول بي في جوف السؤال الأعظم بظرفِ وخزةٍ صغيرة...
لم أكن اعلم أن الترسباتِ العظيمة في داخلنا تشتعلِ أمام أبهتِ
ضوءٍ بعد أن ظننا بأنها اعتادت العتمة، لتحرقنا بدرجةٍ أعظم...
وها أنا الآن...
أقف بين الحاضرِ والآتي، خائرةُ القوى أمام
الأولِ أحاول التصالح مع الحيرةِ التي تلفُ الثاني لفًا خانقًا، أتأرجحُ بين
الاثنين مُتخليةً عن بعضِ القطع من داخلي بين الحين والآخر لئلا أفقد التوازن.
صدقني لو بقدر اتحمل عذاب الاشيا كلها ما كنت
فليّت..
أنصافُ الامور مُنهِكة...
وأنصافُ المعرفةِ مُهلكة...
وأنصافُ القلوبِ تَزيدُ من احتماليّة الموت ألف مرةٍ على قيدِ الحياة.
1 تَركُوا بَصمة
جميلة يا عُلا
ردحذفهاكِ، طريقة جديدة للوصال