لا زلتَ تسكنُ في الطرفِ الآخر من رأسي، ولربما الطرف الآخر من
العالم، وتُجبرني على ملئ المساحات الفارغة فيما بيننا بما لا طائلَ فيه من
الكلمات...
يقولون بأن الرسائل هي طريقتنا البائسة لجعل أوجاعنا محور
العالم، فتنتفخ كورمٍ خبيثٍ يقاوم المضادات الكيماوية قبل أن ينفجر، فنستكين بعدها
الى الأبد...
لكنك أكرهتني على الايمان بأن الحديث عما يجول بداخلنا يجعلها
عظيمةً فقط، دون الفوزِ بانفجارٍ او شفاء.
في الآونة الاخيرة أنا افكر بشدة، في كل شيء، بشدةٍ تكادُ تتشقق
إثرها جدران دماغي... لكني كلما حاولت ترجمة المعارك الداخلية خرجت مفككة ومُنهكة،
تحتاجُ لكفٍ يألف فيضاناتها الموسميّة ليستطيع اعادة تركيبها أمامه على الطاولة
والبت في شأنها...
وانا صدقًا أرهقتني أنصافُ الكفوفِ وأجزاءُ المحاولاتِ وأشلاءُ
المواساةِ المتربصة حولي من كل جانب.
أظنُ بأنني لا زلتُ أكثر هشاشة من إفلاتِ فكرة حاجتي لتلك
الكفِّ.. او لِكَتِف صاحبها...
وأكثرُ وِحدةً من اعتناق شرخي الداخليّ دون احداث جلبة والنفخُ فيه ليلتئم.
وجوهي كثيرة، بعضها تركَ بعضي واندثر... وبعضها لا زالَ يعتريني
حتى فقدتُ القدرة على التفرقة فيما بينها.
لا بأس...
أنا استطيعُ أن أكون حزينة بصمت...
وأن أجيبك بكاملِ ابتسامة انني بخير، اذا ما حدثَ وسألتني.
لكنني لا زلتُ الى اليومِ، رغم اختلاقي لك من العدم، اتساءل؛
كيف لقلبٍ كقلبك أن يصطادَ قلبًا كقلبي؟
سأبقى، الى أن اشاء، أجهل الاجابة.