أهديتني معزوفةً لـ "روب كوستو".. وأخبرتني ان أترك كل ما يُشغلني وأستمع اليها بحواسي التي أعي بوجودها والتي لم أكتشفها بعد..أخبرتني أن الموسيقى تخترقُ الجسد وتستقرُ في القلوبِ المثقوبة لترأبها..الموسيقى إكسيرٌ للقلوب الكسيرة..نفذتُ وصاياك كُلها، كمريضةٍ مُطيعة تحملُ في داخلها مضغةً نحو طبيبها المُعالج...لكن الكائن بحجم القبضة في داخلي لا يزال يئن..لم تكفه النوتات الموسيقية ولا كلماتك التي تتردد كالصدى بين جوارحي لرَقَي...
صَديقي الذي يقرأ، ألا زلتَ تَذكُرني؟ مرّ الكثيرُ من الوقتِ مُنذ رسالتي الأخيرة لك.. أنت تعلم جيدًا بأن رسائلي اليكَ لا تنضجُ الا حينَ تمتلئ حدّ اليأس. تأخرتُ في الارسالِ لك ليسَ لأنني لم أملك ما احادثك به طوال الفترةِ الفائتة، بل لأنني كنت شديدة الهروبِ من حديثِ ذاتٍ لا أقوى على الشعورِ بأي شيء من بعده. لكن بقيتُ احشو روحي بالقُطنِ لكي...
سأبحثُ عن كُلِ ما يجمعنا.. أنا وأنت.. معًا.. ورقةً بين دفتي كتاب.. أو نَصُ قصيدةٍ.. أو حتى كلمة واحدة مُنفردة.. وسأمزقها! سأبحثُ عن كُلِ ما يجمعنا.. ويؤرقني.. أنا، بِلا أنت.. رشفةُ قهوةٍ من فنجانٍ حُفِرَ في قاعِه اسمك.. ورائحتها، تتعارك وعِطرك على أنفاسي.. سأستنشقها.. وأختنق.. وأسعل بِك، وبها، خارجًا.. سأبحثُ عن كل ما يَجمعنا.. ويؤلمني.. أنا، بسببك انت.. أغنية قد أهديتها لي... موسيقى...