رسالة للذي يقرأ (2)

الأربعاء, أكتوبر 22, 2014


صَديقي الذي يَقرأ...
لم أجد عنوانًا يليقُ بما تُحدثه رسائلي اليك من راحةٍ، اعذرني. سأجتهدُ أكثر في المرةِ القادمة.

كيفَ أمسيت؟

أأخبرتُكَ سابقًا بأنني أخافُ من الهدوء؟

لا ادري ان كان السبب في ذلك ان الهدوء هو خيرُ مُنبه للأفكار الداخلية، وهي التي أخافها لا الهدوء ذاته. لكنني أخشى الضجيج أكثر! فدائمًا ما اتوهُ في وسط أي جلبةٍ، وأخافُ أن لا اجد طريقَ العودةِ اليّ لاحقًا.

ينتابُني الليلة شُعور غريب...

لم استطع إكمال قراءة الطنطورية، رغم ولعي الشديدُ بها في اليومين الفائتين. ولائحة الموسيقى المُعتادة تُصيبني بشعورٍ من الاضطراب.

اعرفُ اني مزاجية، ومتشائمة في أكثر الحالاتِ.. وقد اسمح لحدث صغير بان يَقلبُ نفسيّتي رأسًا على عقب.

وأعرفُ انه كُلما اصابني جَزعٌ لا منطقي أفتحُ له مستسلمة كُل الطرق لعقلي وقلبي ليستقر فيهما دون ادنى مقاومة...

لكن هذه المرة الأمرُ مُختلف.

أشعرُ بأنني مُنهكة، وبأن الامور كلها بدأت تخلو من أي مصداقية وأي رغبة.

أيجوزُ لقلبٍ شريدٍ أن يكون بوصلةً للأمان؟

اودُ ان اؤمن بذلك! لئلا يخيبَ الملاحون المتشبثون بي في هذا العالم المليء بالغرق...

أفصحتُ لصديقة مُنذ مدة بأنني عاجزة عن الكتابة في المدة الاخيرة، فأخبرتني أنني استصعبُ بكتابة أي شيء لأنني بتُ ارفع سقف التحدي لذاتي أعلى قليلًا كُل مرة. ابتسمتُ. هي لا تعرفُ بأن أكثر معاركي خسارة وألمًا هي التي أخوضها مع ذاتي.

لكن في الحقيقة، انا عاجزة عن الكتابة وعن الحديثِ وعن الأكل وعن النومِ في المدة الاخيرة ليس للسبب الذي ظنّته، بل لسبب أخر تجهله هي..

وأجهله أنا.

لستُ تعيسةً يا صديقي..

أنا فقط أشعرُ بالعجز لأنني أُطبطب على أوجاعِ الجميعِ وأسقطُ، دائمًا، أمام نَفسي.

اشعرُ بالعجزِ لأنني لا أعلمُ ما الذي أصابني، ولم اشتد عليّ الليلة بالذات.

ادعُ لي يا صديقي بأن يكونَ غدي أفضل،

وأن يمُنَّ الله عليّ بإشارة...

هذا كُل ما احتاجه الآن.

You Might Also Like

4 تَركُوا بَصمة

  1. قريتها متأخرة كام يوم، بس هدعيلك :)

    ردحذف
  2. ليحفظك الله من كل شر

    ردحذف
  3. ربنا يفك كرب الجميع

    ردحذف
  4. لمسني جداً النص ده
    :)
    أستــــاذة كبيـــرة والله
    :)
    خالص تحياتي وعميق احترامي وتقديري

    ردحذف

هاكِ، طريقة جديدة للوصال

Popular Posts