هَـــذيان (1)
الأحد, أبريل 07, 2013
تحاشيتُ كثيرًا هذه
اللحظة.
ان أقفَ وحيدة عاريةُ
القوى امام صفحةٍ بيضاء، لا يفصلُ بيني وبينها سوى بضعُ سنتيمتراتٍ من الاحرف.
لا عينُ ترقُبني،
ووجهي لا يعتليه إلا جلدته...
تحاشيتُ كثيرًا هذه
اللحظة.
خائفة، من عدد
المراتِ التي سأتقيأ بها روحي حتى أوقن بأني في مَنفى عن ذاتي، وبأني لم أعد
أشبهُني، وبأني تائهة.
وبأنه؛ لا بأس !
اليسَ علينا ان
نَضيعَ أولًا لنجد أنفسنا فعلًا؟
وها انا ذا الان،
أفتحُ للتيه ذراعاي كي أحظى بنفسي من جديد!
تغيرتُ كثيرًا،
وتقلبات الحياة
اللامتناهيه لم تَبخل بالمساهمة ابدًا في سبيل تغيري.
ولم تَبخل بشحذ
سِهامها في جسدي وهو يَخلعُ عنه رداءه العتيق ويقف أمامها عاجزًا عن الرد، دون
ادنى وقايه.
تَغيرتُ كثيرًا،
وقتلت، بعقارب ساعتي
التي رفضت إلا ان أبلغُ من الوعي عِتيًا ، اشباحيّ القديمة لأفسحَ المكانَ لِأخرى.
سَنتي الاخيرة كانت
مُكتظة بالبكاء؛
عَبراتٍ مُتأرجحة بين
ما أُريد، وما انا فعِلًا بحاجته.
وصدقًا، اختلط عليّ
الامران.
كُنت بحاجة لمساحة
فارغة من كُل علامات الحياة،
كُنت بحاجةِ بضع
قطراتٍ من الاوكسجين ولصوتِ انفاسي فقط!
خرجتُ من دائرةٍ
احتضنتني طوال سنة بقوة كادت ان تَخنقني ، بخطواتٍ مُتثاقلة مُدركةٍ بأنه لا سبيل
للعودة.
لا أعلمُ كَيفَ
لِمكانٍ سَلب من فؤادي ذاك القَدرِ من الحُبِ أن يَضيقَ عليّ بهذا الشكل،
وكيفَ لي – أنا المريضة
بالتَعلُقِ – أن أدفَن أحلامي بعد ولادتها العسيرة في ذاتِ المكان، ودونَ مُكابرةٍ
أبتعد!
سَنتي الاخيرةَ كانت
مُكتظة بالبكاء فِعلًا؛
لَيسَ لضعفي أمام ما
جَعلتني أُجابه، بَل لِعظيمِ ما واجهت.
فَها أنا ذا،
أقفُ على الخَطِ
الفاصِلِ بَينَ الماضي والحاضِر، أُلملم شُتاتي!
لا مَكانَ يَتسعُ لي،
ولا رُقعة تَحتويني،
لكني أخيرًا، تَوقفتُ
عن البكاء.
2 تَركُوا بَصمة
اشتقتك صديقتي :')
ردحذفصفاء :)
ردحذفبحب لما تكتبيلي بالعربي!
هاكِ، طريقة جديدة للوصال