مُمتنة، لهذا المَنفى بَينَ المَعارف؛ ولزاويةٍ منسية في مَضلعِ الحياة الأعوج. أختبئُ فيها مني، لِأهربُ إليّ! مُمتنة، لقُربِك مني برغم البُعد، ولإختصارك لكل المسافاتِ في أُغنية. مُنذُ مُدة وأنتَ خليّةٌ معطوبة في جهازيِّ العاطفي، ولم تَكفني تِلكَ المساحة المُفرغة مِنكَ لِأرتاح... كَيفَ وجدتَ مِفتاح إشعالكَ في داخلِ روحي .. لا أعلم؛ تعطّل بعد، فعالمي لم يَتحصّن بعدُ لمجيئك! ...
تحاشيتُ كثيرًا هذه اللحظة. ان أقفَ وحيدة عاريةُ القوى امام صفحةٍ بيضاء، لا يفصلُ بيني وبينها سوى بضعُ سنتيمتراتٍ من الاحرف. لا عينُ ترقُبني، ووجهي لا يعتليه إلا جلدته... تحاشيتُ كثيرًا هذه اللحظة. خائفة، من عدد المراتِ التي سأتقيأ بها روحي حتى أوقن بأني في مَنفى عن ذاتي، وبأني لم أعد أشبهُني، وبأني تائهة. وبأنه؛ لا بأس ! اليسَ علينا ان نَضيعَ أولًا...