نوستالجيا .. :)
السبت, أبريل 21, 2012
لَرُبما فَعلها ألف
مرةٍ وأكثر...
كانَ يَدخُل البيتَ
مساءً مُحدثًا جلبةً خفيفة ليُشعرني بِحضوره...
فأركضُ نحوه مُرتديةً
ابتسامة..
أتسلقُ رجله بشقاوة
مُحاولة إغتنام جيب مِعطفه..
يَرفعُني بِلُطف
ويهمس بأسى "نسيت!!"..
ودون درايّة مني
يَنعقِدُ حاجباي وأخلعُ من على وجهي بسخطٍ الابتسامة؛ ليُسارع أبي – كَكُل المرات
السابقة – بالاعتراف.. ويُعطيني الغنيمة مصحوبة بقُبلةٍ بين عيني ويُردف "
إلا العُقدة وحياتك..."
كنتُ أدعو الله كُل
ليلة أن أكبرَ بشكل مُضاعف...
وبالمقابل.. أن يَصغر
إخوتي...
فيكون إختيار الألعاب
من نصيبي! وتوزيعُ الادوار حَقي! واستبعاد الـ [صغار] قَراري...!
لكنني.. أستيقظُ
والفجوة العمريّة ما زالت قائمة...
فأجمَعُ الدُمى
المُبعثرة.. وأُطلق عليها أسماء إخوتي.. وأُخبرها بأنها صغيرة ولا يجوز لها
التواجد مع الكبار!
أترُكها في رُكن
الغرفة...
وارتدي حذاء والدتي
ذا الكعب العالي...
وألعَبُ لوحدي..
لِأيامِ الخَميس بهجة
خاصة...
نَقتطِعُ من الكون
غُرفة.. لِعَقدِ إجتماعنا السريّ...
وحينها...
يتوقف الزمن :)...
نُزيل عَن كاهِلنا
غُبار أسبوعٍ كامل...
وثرثراتٍ مدرسيّة
لانهائية...
نُرتب بُنود الحياة
بِدفتر...
ونخطُ بنشوةٍ
مُستقبل...
لَم يُغادِر عَتبة
القَلبِ.. او الدُرج...
أرهقنا مُجاراةُ
الحياة السريعة...
فَتجردنا من
المسؤولية لبضع لحظاتٍ مسروقة...
وتجمعنا..
فتياتٍ وصبيان...
في ساحة المنزل...
نَحنُ.. والضحِكُ..
والكرة!
مُباراةٍ أخيرة دون
سابِق تَخطيط...
نَخبَ أيام
الطُفولة...
>> في صِغري..
كُنتُ اكادُ اقسمُ
بأن هُنالك فراشاتٍ تَقطُنُ جَوفي...
تُدغدغُني بأجنحتها
الملونة حين فَرحٍ...
وتصطدم بجُدران معدتي
آن خوفي...
وتثور على جوارحي حين
أستشيطُ غضبًا...
ظننتُ بأن للعُمر
حق!...
وبانه انتزعها
مِني...
لكنها...
على أول مُفترق
ذكرى..
استيقظت...
وراحت تُرفرفُ داخلي
بعيدة عن سُلطة الزمن.. بأمان...!
2 تَركُوا بَصمة
يبدو أنّ هناكَ علاقةً طرديّةً بين عُمُرِ الإنسان وبينَ ذكرياته
ردحذفأحببتُ فكرة أن تكبري ويبقى الجميع صغار :)
حرفٌ راقٍ.. مبدعة :)
وربما هي بعض اللحظات الحزينة من عُمره التي تدفعه لذكرياته رافضًا حاضره بقوة..
ردحذفشُكرًا لك؛ وأكثر..
على الاطراء والمتابعة :)
هاكِ، طريقة جديدة للوصال