لا أدري ماذا أُسمي الرباط الذي بيني وبين هذه المدينة، هو ليسَ حُبًا أبدًا، ولا بُغضًا، هو يملكُ روحًا وإسمًا لم تعهدهُ أي علاقة من قبل ولا تَليقُ به المسميات العادية التي يَستعملها الجميعُ في وصف علاقاتهم. فكيف لمن كانت تَجزِمُ بأن قدمها لن تطأ هذه المدينة طلبًا للعلم أبدًا قد ساقتها الأقدارُ مُرغمةً لكنفٍ يلفظها منه وتلفظه هي بدورها من رحمِ الرغبة...
يَـا رَب، إقسم لي مِن الحُروفِ ما يَكفي، لأعرفك.. لأعرفَ عظيمَ ضألتي، ووِسعَ عَظمتك.. آتني الحروفَ كلها؛ لأراكَ فيها، لأرى معجزاتٍ منسيّة.. وقطعُ عَدنٍ في داخلنا مهجورة.. آتني، يا رب، حروفًا؛ لأشكركَ فيها.. ولأمسحَ على قلبٍ هائمٍ، باسمكَ اللهم.. يطمئنُ، ويستَكين.. ...
بعضُ الأشياء التي تدخل حياتنا تملكُ تاريخَ نفاذِ صلاحيّة.. مدموغٌ بخطٍ عريض على جبهتها.. ولا يهم حقًا ان دخلتها بعد دراسةٍ وإحاطة لكل جوانبها او محضَ صُدفةٍ قدريّة.. نحنُ، ومنذ البداية، نعلَمُ أن ما تكنّه لنا بجعبتها في نُقصانٍ مُستمر.. فإن كانت تحملُ لنا ألمًا، وجدنا تاريخها يلوحُ لنا كلما أصرفنا فيها النظر، فيُربتُ على أكتافِ أحزاننا لنَصبِر.. لكن الفاجعة الحقيقيّة إن استطاعت...