" كُن واعيًا لما يدور
حولك!"
"كن انتَ
التغيير"
"كن
مؤثرًا"
ماذا لو لم أُرد أن
العب دورًا مهمًا في المجتمع؟
ماذا لو سئمت حواسي من انفعالها العظيم لكل شيء وعلى
أي شيء؟
ماذا لو قررت سواعدي
أن تتوقف عن التجذيف ضد التيار، وأن تسير بكل بساطة معه؟ قطرةٌ هامشيّة لا تكادُ
تُحصى في بحر اللاشيء!
العُمقُ لعنة،
والالمامُ في كل الامور ابتلاء يَهوي بصاحبه حد التَهلكة.
التأثير؟
مسؤولية تم
توزيعها بشكلٍ ظالم. فكلما ارتفعَ صوتك اشتدَ سَهمك وعَلا شأنك وبهتت رسالتك، ولا
ادري ان كانَ الحشد الذي نصّبك منارةً هو من أنساكَ اياها أم ان واجباتك لارضاءِ
ما وصلت اليه من كبرياء تركها في اسفل دُرج الاوليات.
لكن، ماذا لو حاجتك
للنور تقلصت؟
وجدت بأن قدرتكَ على
الصمودِ اخذة بالنقصان؟
ومن المضحك حقًا أنك
ظننتَ بأن مخزون طاقتك لن ينفذ ما زالَ هنالك من يهتفُ لك. لكنك نسيتَ بأن من
يقومَ بشحنك كل مرة هو أنت، أنتّ الذي لم تعد تراه، وعوضًا عن بحثك عنك مجددًا
اكتفيتَ بموّلد اصطناعيّ.
التكنولوجيا الحديثة،
كما الناسُ، تَخذلُكَ في امس حاجتك لنفسك.
فكلما ازدادت شبكاتك
الافتراضية، ازدتَ وحدةً وبؤسًا وتيهًا!
والتيه؟
مغرٍ لدرجة
لن تستطيعَ النفاذ منه.
سيسحبك الى جوفه حتى
تغرق!
وحدك...!
رُبما حينها، في
اعماقِ التيه واللامكان، حينَ تنتزعُ امواجَ الوحدة عن وجهك كل المساحيق التجميلية
التي تضعها طبقة فوقَ طبقة لتُلائم ملامحك عيونِ المجتمع، رُبما حينها حينَ يتعرّى
وجهك من كل شائبة ومن كل زيفٍ ستدرك حقًا من أنت!
لحظةٌ واحدة من
الصفاءِ دون تحليلاتٍ عقيمة لكل ما يجري فوق، على السطح، كفيلةٌ باعادة توجيه مؤشر
بوصلتك الى القطب الصحيح دون الاخذِ بالحقول المغناطيسية اعتبارًا.
تذكر،
مهما اشتدت عليكَ
العاصفة لا تُفرط أبدًا بطوقِ النجاة، فهو وحده من سيوصلك بالنهاية...
اليك!