أليَسَ غَريبًا بأن
أكثر ما نُتقنه هُو أشدُ الأمور مَرارةً للحديث؟
أَلإن أخبَرتُكَ بأن مَلاذي
من ضَجيج العالم هو القراءه، وبأن طُقوسي لا تكتمل دُونَ التَصفحِ من مِقلتيك،
أكُنتَ سَتُبقي لي إتساعهما مَرجِع؟
وَلِأن أطلَعتُكَ على
عاداتي الصَغيره، بأنني أُشعل نُورًا خافتًا في الليل خَوفًا من العَتمة...
وبأن سِلاحي المشحوذ
دائمًا هو قَضم الأظافر...
وبأنني أُقَدِسُّ
وِحدتي وأصحبها دائمًا بالغناء...
وبأنني أتّبِعُ
الإفراطَ في كُل شيء، حتى في مشاعري... أكُنتَ سَتقبل بي دُونَ تغيير بعض القِطَع؟
وَلإن عَلمتَ بأن
حُبي للكمال مَرضيّ، لكنني رُغم أحلامي الكَبيرة، هّشّة...
وبِأنني أمامَ عَثرةٍ
صَغيره/ وفي أي لحظة/ قَد أتناثَر.. أكُنتَ سَتعيدُ تَجميعي؟
لَإن أخبَرتُكَ بأنني
سَريعةُ الإشتعال، سَهلة الرِضا....
وبأنَ مِفتاحُ قَلبي
الشُوكولا السوداء وألأبجدية.. أكُنتَ سَتجتهد؟
لَإن عَلمتَ بأنني
أُعيدُ مشاهدة برامجي المُفضله ألفَ مرة، وبأنني أضحكُ على ذاتِ المشاهِد في كُلِ
مرة، وبأنني أجهشُ في البكاء الفَ مرةٍ وكَرة، وبأنني لا أجدُ ذلك ضَربًا من
الجُنون... أكُنتَ سَتُشاركُني عَقلانيّتي؟
لَإنَ عَلمتَ بأنه
رغم الـ20 ربيعًا، لا زِلتُ طِفله تَركُضُ وتقفزُ في زوايا المنزل، وتحبُ
الحيوانات كَثيرًا وتَرغبُ في إقتناءِ زرافة... أكُنتَ ستتبنى كَياني دُونَ إجباري على ان
أكبَر؟
لإن إعترفتُ بانني
كَثيرًا ما أهرُب من ذاتي، وبأنني كَثيرًا ما أَضِلُّ طَريقَ العودة... أسَتَكون
لي مَنارة؟
وَلَو قَلتُ لَك
بأنني لَم أَخُض الحُب يَومًا، وبأنني رُغم كُلِ تَنظيراتي أخافُه...
أَسَتَجعلُ لي بَين
أَضلُعِكَ مَسكن؟
أَسَتَفعل؟