إن لم تَكتُب يومًا
لِتنكأ جُرحًا ، ولترثي أُمنية وبين شَفتيكَ ألفَ لعنة.. ولم تنصب بيديكَ لَحد ما
تَبقى من أحلامِك..
فلا تُحدثني عَن
الخيبة!
إن لم تُؤمن يومًا
بأنَ للصور القُدرة على النُطق ، فإحتضنتها بقوّة حتى إهترأت من حرارةِ صدرك المُشتعل..
ولم تكترث! بل أعدتَ إلصاقها كَمن يُجّبرُ جزءًا من روحه..
فلا تُحدثني عن
الحنين!
إن لم تدفِن ساعاتِ
يومك في السرير، ولم تذكر المرة الاخيرة التي فيها أكلت! أو لامست أسنانُ المشط
شعرك! او حتى قبلت الارضُ قدماك.. ولم تغفو من فَرطِ البُكاء إثَر مُتابعتك
لبرنامج هزلي..
فَلا تُحدثني عن
الألم!
إن لم يخُنك لسانُكَ
السليط آن حاجتك ، ولم تتلعثم بحروفٍ غير لُغتك ، ولم تُسابق الخيلَ بعَصبٍ
مكسور.. ولم تشعر يَومًا بأن هويتك سببُ إرهاقك...
فَلا تُحدثني عَن
العُنصرية!
إن لَم تَصرخ يومًا
من حَلقٍ مَبحوح..
ولم تَبني جِسرًا من
كُسورٍ هندسية..
ولم تَركبَ موجًا رغم رُكود البحر..
ولم ترسم ابتسامة بين
عَبراتِ المُقل..
فَلا تُحدثني عَن
الأمل!
إن لم تضحك دون سبب..
وتبكي دونَ سبب..
وتتراقص في داخلك
فراشاتٌ صغيرة،،
أيضًا دون سبب..
فلا تُحدثني عن
الحُب!
ان لم تُطرب يَومًا
لغير صَدى صَوتِك..
ولم يكُن في مدى
بَصرك إتساعٌ لرؤية غَيرك..
فلا تُحدثني.. وكفى!