في بُعدي عَنِكِ يَا أُمي،،
هَزلت..
فتَعلمتُ أن أُوقِظَ أجفَاني قَبل بُزوغِ الحُلم...
وأن أُرَتِبَ سَريريَّ البارِد عَلّ دِفء دُعاءك يَمسه...
وَأن تَمُدني مُلصقاتٌ صَمّاءٌ بالإرادةِ عِوضاً عَنكِ..
في بُعدي عَنِكِ يَا أُمي،،
خُدِشت..
فَحصّنتُ رُوحي مِن النظرات الجائعة وَحدي..
وَقَشَرتُ جِلدَ الطفولةِ بأظَافِري الناعِمة وَحدي..
وَشحذتُ أسلِحتي النَفسية..
وَحدي..
فِي بُعدي عَنكِ يَا أُمي،،
دُونَ هَدفٍ أُسِرت..
فَمزقتُ الأواصِر..
وَنسيتُ كُل الأرقامِ..
وَكَسرتُ الهاتف..
لِأتحرر..
في بُعدي عَنكِ يا أُمي،،
أتَكَوّر..
وأبَحَثُ بَين أكداس كُتبي وَدفاتري الهائمة عَن نَفسي!..
عَن طِفلتِك التي رُغم كُل عَقارِب الساعاتِ اللاذِعة..
تَرفُضُ أن تَكبر..
وَتَرغَبُ بِشدة أن تَعودَ أدراجها لِحضنكِ
وَتهمِسُ لكِ
أنها مُرهَقَةٌ
وَتغفــــــــو بِصمت..